عدالة وإنصاف: تطوير طرق جديدة في تقديم الأدلّة والبحوث عن تأثير الدّين (الإيمان) في قطاع التنمية والعمل الإنساني وبناء السّلام

تعمل مبادرة التعلّم المشترك (JLI) على مواجهة الخلل في توازن القوى والموارد والقيادة من خلال توجيه عملها البحثيّ في الإيمان إلى مستوى إقليمي - إلى الشّرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا وغيرها.

يشكّل أفراد المجتمع الّذين تُلهم عقيدتهم الإيمانيّة أفعالهم وسلوكهم جزءا لا يتجزّأ من المجتمع الحضاريّ في شتّى أنحاء العالم. تقوم الجهات المحليّة الفاعلة دينيّا (كالكنائس والأئمّة وبعض القياديّين الدّينيّين بمن فيهم كبار الشّيوخ) بدور فاعل في مجتمعاتهم المحليّة، عبر تقديم المساعدة والأمل لمن يحتاجهما ومعالجة مشاكل المجتمع الضّروريّة، على الأخصّ في المناطق المهمّشة والتي تفتقر إلى دعم دولها. ومع ذلك، غالبا ما لا يتمّ الاعتراف بمساهماتهم وتقديرها من قبل الجهات الدوليّة العلمانيّة الفاعلة، الّتي غالبا ما تكون حذرة من إشراك الدين والجهات الفاعلة دينيّا في نشاطاتها.

 

العمل مع الجهات الفاعلة الدّينيّة 

نظرا لاتّباعهم أساليب متنوّعة في المقاربة والتّفاعل مع مختلف الأحداث (تحليل الكتب المقدّسة وديناميّات القوى المؤسّساتية والسّياسيّة)، قد يشكّل انخراط الجهات الدينيّة في التّنمية والعمل الإنسانيّ وبناء السّلام مخاطرة، لكنّ الدّلائل تشير إلى الفوائد الكثيرة الناتجة عن دمج مختلف الجهات المجتمعية الفاعلة والجماعات المحليّة بقدر ما أمكن. إنّ الجهات الفاعلة الدّينيّة، مع اختلاف عقائدها، تعمل في مختلف الهياكل من المحليّة منها وصولا إلى هيئات دولية ومؤسسات دينية وشبكات إيمانية متعدّدة المذاهب. وبشكل عام، تنعم هذه الجهات بثقة مميّزة من مجتمعاتها المحلية حيث تحقّق تأثير أبعد وتتواصل مع شبكات أوسع من غيرها من الجهات الفاعلة في التّنمية والعمل الإنساني وبناء السلام. لذا إنّ تجاهل دور الجهات الفاعلة الدينيّة (بدلا من مشاركتهم الفعّالة) يعني إضاعة فرصة ذهبيّة. 

إن كنّا نؤمن حقا بمبادئ التنوّع والإختلاف والمشاركة، علينا أن نشرك جميع الجهات الفاعلة، غير مستثنين الجهات الدّينيّة منها.

تعاون دولي حول الدين في التنمية والعمل الإنساني وبناء السلام 

تشكّل مبادرة التعلّم المشترك تعاون دولي من الباحثين والممارسين ومقرّي السّياسات المهتمّين بدور الجهات الفاعلة الدّينيّة في التنمية والعمل الإنساني وبناء السلام. عملنا معا مع حوالى ٨٠٠ عضوا من الأفراد والجمعيات في جميع أنحاء العالم على إنتاج ونشر البحوث والأدلّة حول مساهمة الجهات الفاعلة الدّينيّة وظروف شراكتها مع المنظمات الدولية العلمانيّة في قطاع التنمية والعمل الإنساني وبناء السلام منذ العام ٢٠١٢.

إعادة تفكير جذريّة حول عملنا 

إنّ تخفيف التوترات الناتجة عن العمل كشبكة عالمية مع أعضاء محليين و إقليميين ودوليين كان جزء من عملنا منذ البداية. فإنّ النقاش الحادّ والمكثّف الذي بدأ في صيف العام ٢٠٢٠ حول العدالة العرقية وعدم المساواة الدولية والمناهج المتّبعة في التنمية لإنهاء الإستعمار جعلنا نلاحظ حاجتنا إلى إعادة تفكير جذرية في عملنا. 

خطوتنا الأولى كانت في يونيو ٢٠٢٠ حين أعلنّا التزامنا بالعمل من أجل التضامن والعدالة العرقيّة مشدّدين على أهمية دعم النضال المستمرّ في تغيير السرديات ومكافحة العنصرية واعتماد مناهج إنها الاستعمار في التنمية والعمل الإنساني وبناء سلام.

مبادرة العدالة والإنصاف 

نبذل جهودا مضاعفة لتطوير نماذج جديدة في مجال التعلّم المشترك وتحديث عمليّة مواجهة الخلل في توازن القوى من خلال أبحاث وشراكات أكثر عدالة وإنصاف. فإننا نطوّر، عبر مبادرة العدالة والإنصاف، تعاوننا مع جهات التّنمية والعمل الإنسانيّ وبناء السّلام في دول الجنوب، داعمين دور الجهات الفاعلة الدّينيّة ومستثمرين جهودا في منتديات للتعلّم مشترك محليّة وقوميّة.

الدليل على تقاطع الدين مع آليّات الرّصد والتّقييم والمساءلة والتعلّم (MEAL)

في حين أنّ العديد من التّحديات والفرص المتعلّقة بدور الإيمان (الدين) في مجال التّنمية والعمل الإنسانيّ وبناء السّلام عالميّة، فإنّ بعضها خاصّ بمناطق معينة. رحلتنا في التّوجه الإقليمي مستوحاة من إنجازات منتدياتنا التّعليمية العالمية التي تتألف من مجموعة دوائر بحثية تجتمع بانتظام لمشاركة التّعلم وإثبات مواضيع معينة وعلاقتها بالإيمان، ومن ضمنها منتدى التّعلم المشترك حول الرّصد والتّقييم والمساءلة والتّعلّم MEAL. في يناير العام ٢٠٢١، أطلق المنتدى موجزا من الممارسات الجيدة في تطبيق أسس الـMEAL في التعاون مع الجهات الفاعلة الدينية محليا ودوليا. تناول الموجز نقاش حول الصّعوبات والتّحدّيات التي تنتج عن الشراكة المحليّة والدوليّة في تطبيق الـMEAL وحيث يشكل الإيمان فيها عنصرا أساسيّا، كما تضمّن الموجز عشر نماذج من أفريقيا وآسيا والشّرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. شدّدت النماذج على إحتياجات وقدرات الجهات الدينية الفاعلة في تطبيق الرّصد والتّقييم والمساءلة والتّعلّم وحثّت على الحوار حول المشاكل المحتملة من شراكتهم مع المنظمات العلمانيّة.

الرّصد والتّقييم والمساءلة والتعلّم والإيمان في الشرق الأوسط 

أشارت أبحاث المنتدى إلى نقص في الأدلة على تقاطع ممارسات الرّصد والتّقييم والمساءلة والتعلّم مع الإيمان (الدين) في الشرق الأوسط، المنطقة التي لا زالت تتلقى اهتماما دوليّا وتمويل هائل منذ ٢٠ سنة. يدفع هذا الدعم الدولي إلى تطبيق مشاريع وخطط عمل لا تتوافق مع احتياجات الإطار المحلي. أظهر البحث أيضا أن أي متبرّع دوليّ لديه متطلبات متشدّدة للرصد والتقييم، لكنّه يفتقر إلى الوعي حول مناهجها التي تراعي الإيمان. قد تتضارب الحاجات والأولويات المحلية والدّولية في أية مرحلة بدءا من الإستثمار بحدّ ذاته وملائمته مع الإطار المحليّ. ويزداد الفارق بين جمعيات التّبرع الأجنبية والجهات الفاعلة محليّا بسبب مشاكل تتعلّق بالـMEAL، كنماذج التقارير المحددة مسبقا (ولكنها لا تناسب الإطار المحلي) والمواعيد النهائية وأدوات الرصد والتقييم غير المدروسة والتي تفتقر إلى العنصر التشاركي مع الجهات المحلية، إضافة إلى الافتراضات النمطيّة عن الجهات الفاعلة الدّينيّة محليّا وانتهاك خصوصيّة المجتمعات المحليّة وسلامتها. 

إطلاق منتدى تعلّم مشترك حول الإيمان ومناهج الرّصد والتّقييم والمساءلة والتّعلم في منطقة الشّرق الأوسط  

انطلاقا من قناعتنا بأن منتدى تعلّم مشترك إقليمي حول الإيمان ومناهج الرّصد والتّقييم والمساءلة والتّعلم سيساهم في تمكين الباحثين والممارسين المحليين من إثبات أدلة تؤكد علاقة الـMEAL بالإيمان في إطار التّنمية والعمل الإنساني وبناء السلام، أسسنا مجموعة لتطوير مفهوم المنتدى. بتعاون مع فاعلين محليين و إقليميين وضعنا أسس عملنا في هذه المنطقة وجمعنا بين باحثين وممارسين محليين من مختلف الفئات والخلفيات من لبنان والعراق وسوريا والأردن وتركيا وغيرهم من الذين يوسعون أطر مستقبل عملنا. عند إطلاق المنتدى رسميا، سيعمل الأعضاء المشاركون على تقديم موارد وآليات بديلة من مصادر محلية حول تلاقي الدين مع ممارسات الرّصد والتقييم والمساءلة والتعلّم في المنطقة، خلال عقد اجتماعات منتظمة للتعلّم المشترك ومشاركة الأبحاث الجماعية والتشبيك. بناء على المعرفة المحلية وخبرة فريق JLI التي لا تقلّ عن عشر سنوات في التّعلم المشترك، يتضمّن المنتدى عناصر بحثية آخذة بعين الاعتبار الحساسيات والخصائص المحلية. سيتمكن أعضاء المنتدى من تصميم وتنفيذ مشاريع صغيرة، من خلال منح تمويلية، من مبادرة التعلّم المشترك، في مجتمعاتهم تعتمد على الرصد والتقييم والمساءلة والتعلّم وترتكز على التّعلم الإيماني. سيتّم تسهيل التّعلم بشكل أوسع من خلال تفاعل أعضاء المنتدى المحليين مع فاعلين علمانيين ودينيين ودوليين في مؤتمرات إقليمية وعالمية.

دعم الصوت المحلي 

إن التّوجه الإقليميّ لا يعطي  صوتا إلى الجهات الفاعلة المحليّة، فهم يمتلكون أصواتهم ومناهجهم الخاصّة، بل يعير انتباه الجهات الدولية على أصواتهم المحليّة والإقليميّة ويرغم الفاعلين من دول الشمال أن يمعنوا السمع. من منظور تفكيك هياكل السّلطة في التّنمية والعمل الإنسانيّ وبناء السّلام، يصب التّوجه الإقليميّ في عمل مبادرة التّعلم المشترك JLI أولويّاته على الأدلّة والأبحاث المحليّة بعيدا عن أولويات المتبرّعين الأجانب والأطراف الخارجيّة. لا ينبغي للجمعيات الدّولية والعلمانيّة استبعاد الجهات الفاعلة الدّينيّة المحليّة، بقصد أو عن غير قصد، أو التّقليل من خبراتهم وأولويّاتهم لأنها لا تتوافق مع متطلّبات المتبرّعين الدّوليّين. فإنّ الجهات الفاعلة الدّينيّة تشكّل عاملا أساسيا في تنفيذ القرارات وتترك أثرا إيجابيّا على أرض الواقع. 

تقدّم الجهات الفاعلة الدّينيّة المحليّة معلومات وبيانات مجدية كما أنها تقوم على مساءلة المانحين وبناء جسور أوسع بين المجتمعات المحليّة بالإضافة إلى معالجة تحدّياتها. بسبب الجهات الفاعلة الدينية تزداد أهميّة دوائر صنع القرار، لذا من واجبنا أن نستمع ونُسمع أصواتها.


لمعرفة المزيد عن مبادرة العدالة والإنصاف قوموا بزيارة موقع JLI Fair and Equitable Initiative - JLI (jliflc.com) للمشاركة في منتدى التعلّم المشترك  في الشرق الأوسط، تواصلوا مع مسؤولة المشاريع  زينب شمعون عبر [email protected] أو مع قائدة مبادرة الإيمان و MEAL في JLI  الدكتورة جنيفر فيليبا إغرت عبر [email protected]

آخر تاريخ التحديث: 
28/01/2022 - 2:27م
تاريخ النشر: 
الخميس, 13 يناير 2022
قطاع(ات) التدخل: 
تنمية, الدين، المعتقد والمبادىء, بحوث ودراسات, التنمية الاجتماعية والثقافية
النطاق الجغرافي: 
Regional
الدول: 
Iraq
Jordan
Lebanon
Syria
Turkey
randomness