في اليوم العالمي للاجئين منظمة النهضة (أرض) تطلق دراسة بعنوان "أصوات اللاجئين الفلسطينيين الشباب في أنحاء الشرق الأدنى: المشاركة والتطلعات الاجتماعية والسياسية"

في إطار فعاليات أسبوع "أصوات الشباب ومستقبل اللاجئين من وفي العالم العربي" التي خصصتها منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) للاحتفاء باليوم العالمي للاجئين وتسليط الضوء على أحوال اللاجئين في المنطقة العربية، وضمن برامجها البحثية التي تسعى لإيصال أصواتهم، أطلقت منظمة النهضة (أرض) دراستها الإقليمية بعنوان "أصوات اللاجئين الفلسطينيين الشباب في أنحاء الشرق الأدنى: المشاركة والتطلعات الاجتماعية والسياسية".

حيث تسلط الدراسة ضوءًا جديدًا على اللاجئين الفلسطينيين، بالتركيز على الفئة التي عادة ما تعاني من التهميش السياسي في مجتمعاتها: ألا وهي فئة الشباب اللاجئين، الذين تُعد تصوراتهم وتطلعاتهم والكتمان فيما يتعلق بوضعهم داخل مجتمعاتهم وفي المجتمعات المضيفة، وحول مستقبلهم كذلك مهمة وإن تعرضت في كثير من الأحيان للكبت والكتمان.

وتركز الدراسة على الشباب الناشطين -أو أولئك الطامحين لأن يكونوا ناشطين- سياسيًا واجتماعيًا، بشكل رئيسي في المخيمات في كل من الأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا. ومن خلال إشراك أكثر من مئة فلسطيني من الشباب والشابات (معظمهم من ذوي الخبرات الحالية أو السابقة في برامج العمل الاجتماعي أو الأنشطة التطوعية)، فقد حاولت الدراسة التقاط أصوات هؤلاء الشباب فيما يتعلق بالقضايا الهامة وذلك عبر نقاشات مجموعات التركيز والمقابلات الفردية التي تجري وجهًا لوجه. وشملت هذه القضايا: وضعهم الاجتماعي والسياسي داخل مجتمعاتهم؛ و"نظام الحكم" الفلسطيني الأوسع والمجتمع المضيف بشكل عام؛ بالإضافة إلى التحديات والفرص التي تؤثر على حراكهم الاجتماعي والسياسي؛ ووعيهم السياسي كفلسطينيين وكلاجئين شباب (في المخيمات)؛ وكيف تتقاطع تلك العوامل مع تطلعاتهم وتؤثر عليها.

وتحدد هذه الدراسة بعض التوجهات بين الشباب فيما يتعلق بالمستقبل. فمن ناحية، يوجد رابط عضوي بين تطلعات الأفراد والقضايا الجماعية المتعلقة بمستقبل فلسطين والشعب الفلسطيني (اللاجئين) بشكل عام. وكما هو الحال بالنسبة للأجيال السابقة، يبقى جيل الشباب اليوم دعاة مجاهرين بحق العودة، والذي يصفونه بأنه وجودي ومقدس ولا يجوز التنصل منه. ومن ناحية أخرى، فهم يظنون أنه لا يمكن تحقيق السعي من أجل حق العودة وحق تقرير المصير على حساب تمتعهم بحقوقهم الإنسانية الأساسية. كما أنهم يؤمنون، بأنه لا بد من الإبقاء على ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بل وتعزيز أنشطتها، حتى الوصول إلى تسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين.

وتشير هذه الدراسة إلى أن الشباب لا يرون مستقبلًا في بقائهم مهمشين وفقراء ومنبوذين وبلا جنسية، وفوق كل ذلك "محرومين من حق التمتع بحقوقهم الأساسية" في مجتمعاتهم (المضيفة). فهم يطالبون، في أثناء انتظار "عودتهم" إلى فلسطين"، بتمكينهم بشكل عام من خلال: بناء القدرات والتعليم الجيد والحصول على وظائف لائقة، وأخيرًا لا آخرًا، إتاحة انخراطهم في "الفضاء السياسي". ويُعد هذا التمكين حاسمًا لتحقيق تطلعاتهم وآمالهم، والتي يتم التعبير عنها بطرق مختلفة وحسب الواقع الذي يعيشون فيه: "العيش في حالة الانتماء إلى فلسطين" مع الإبقاء على "ولائهم للدولة" في الأردن؛ والحصول على "اعتراف" و"حقوق إنسانية" في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة مع "خدمة القضية (الفلسطينية) في كل مكان آخر" بما في ذلك الشتات، وفقًا لما قاله المستجيبون للدراسة من سوريا.

ويبقى من غير الواضح ما هي الفرص التي يمكن تقديمها للاجئين في السياق السياسي الراهن في فلسطين على وجه خاص والمنطقة بشكل عام. ومع ذلك، يبدو أن اللاجئين الفلسطينيين الشباب يتمتعون بالحماسة والقدرات الضرورية للمساعدة في تغيير السرد الفلسطيني وتحقيق العدالة التاريخية وذلك من خلال إعمال حقوق الإنسان الجماعية والفردية.

آخر تاريخ التحديث: 
29/06/2020 - 10:15ص
تاريخ النشر: 
السبت, 20 يونيو 2020
قطاع(ات) التدخل: 
المناصرة والتوعية, الأطفال والشباب, اللاجئين
النطاق الجغرافي: 
Regional
الدول: 
Jordan
Lebanon
Palestinian Territory
Syria
randomness