Blog
In the context of the ongoing crises in the region, we have created this blog that constitutes an outlet for fast-paced publishing for voices on the ground.
Blogs can be on the humanitarian crisis, or take the form of storytelling of personal trajectories or testimonies.
Contact the team by email on daleel-madani@socialsciences-centre.org to contribute and be featured.
في وقت لا يزال الجيش الإسرائيلي حتى وقت كتابة هذه السطور مطلع شباط/فبراير، متمركزًا في العديد من القرى الجنوبية مانعًا الأهالي من التوجه إلى قراهم وتفقد منازلهم في العديد من القرى الحدودية، أمام مدخل بلدة مارون الراس في الشريط الحدودي، يتوافد المواطنون بشكل يومي علهم يتقدمون بإتجاه أحيائها الداخلية، ومعرفة أحوال منازلهم.
ستمضي الحرب وستعالج آثارها المادية، ولكنه قد يكون من الأصعب، وغير ظاهر للعيان، الأضرار النفسية التي طالت لبنانيون ولبنانيات كثر، قد يملك الكبار منهم أدوات التعامل مع مع هذه الأضرار النفسية، أما الصغار، خاصة الأيتام منهم، يبقى تجاوزهم لهذا الضرر تحديًا صعبًا يجب أن يكون أولوية.
من الواضح أن إنتهاء حرب الأسلحة على الوطن ليس إلا بداية حرب الوصول إلى الصحة النفسية، فالشعور بالتوتر أو الخوف طبيعي بعد كل ما مر به البلد، لكن من الضروري طلب المساعدة وعدم التردد في البحث عن الدعم، للقدرة على المضي بحياة صحية وتفادي إنعكاس هذه المشاعر السلبية على الأجيال القادمة.
سقط نظام الأسد، وقد تكون أغلب أسباب لجوء السوريين إلى لبنان قد سقطت معه، هذا ما تبدو الأمور نظريًا عليه أقله، لكن مع التأمل عن قرب والاستماع إلى السوريين في لبنان، يظهر أن المشهد أكثر تعقيداً في الحقيقة.
كما زرع نظام الأسد الخوف عند السوريين، زرعه أيضًا في نفوس أكثر من نصف مليون من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهو تعدادهم قبل اندلاع شرارة الثورة السورية، بحسب "أونروا"، وبحكم سلب النظام معاني الأمان من المواطنين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، استمر تهجيرهم القسري المضني في الشتات قرابة 13 عامًا.
خلال الحرب علت أصوات أهالي الضاحية الجنوبية والقرى الجنوبية والبقاعية بشأن الاستغلال وبدلات الإيجارت الخيالية التي كانت تطلب منهم في المناطق التي نزحوا إليها.
نزح علي مضطرًا مع عائلته في الرابية، شمال بيروت، وهو بعيد عن البحر، بعد أن كان البحر حياته كما يعبر عن ذلك: "عملك في البحر، وأغلب أقربائك مع رفاقك في البحر".
زاد على موسم الركود الاقتصادي العقاري لهذا الخريف حرب وموت ونزوح، فوسط التحديات الكبيرة التي واجهتها سهام ودانا، كمثالين عن حالة المعنيين بإيجاد سكن بديل وعن المستثمرين في تأجير العقارات، وفي غياب قانون فعال لتنظيم هذا السوق، برزت اعتبارات تجارية وطائفية وقلق، بعضها استغلالي وبعضها محق، لتؤثر على تلبية احتياجات نازحين كانوا، وما زال بعضهم حتى بعد انتهاء الحرب، بأمس الحاجة لسقف يأويهم.
نحن من نشاهد من خارج أسوار غزة نعاني من القهر وقلة الحيلة، فماذا عن هؤلاء ممن أتيح لهم أخيرًا الخروج من أحد أكبر السجون المفتوحة في العالم ليروا الحياة، ثم استيقظوا ليجدوا أهلهم تحت القصف، ومن بعدها أصبحوا هم أنفسهم تحت قصف مماثل يعيشون المأساة ذاتها، متى تتوقف الحرب عن كونها المحرك الأساسي لأقدارهم في الحياة.
تسكن العائلة الصغيرة، الأم وطفلاها، منطقة الشياح على الأطراف الشمالية لضاحية بيروت الجنوبية، انضم إليهم قبل شهرين في شقتهم الضيقة والداها وأختها الصغيرة النازحون من جنوب لبنان، ثم ما لبثت منطقة الشياح نفسها، والمناطق المجاورة، أن شهدت ضربات إسرائيلية متكررة.